حِراك يدعو إلى تغييرات جذريةّ في تقويم الأزياء العالمي

أعادت أزمة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم أجمع فتح موضوع النقاش الذي يدور في السنوات الأخيرة حول جداول الأزياء العالميّة، إذ يعتقد الكثيرون أن هذا الجدول أصبح غير مناسبة للعالم الذي نعيش فيه حالياً. فمن غير المعقول أن لا يتمكن من يشاهد عروض الأزياء من شراء القطع التي شاهدها إلا بعد ستة أشهر من عرضها، أو أن لا يتمكن الناس من شراء ملابس السباحة من المجموعات الحديثة في فترة الصيف، ذلك دفع عدد من المصممين المستقلين بقيادة المصمم البلجيكي دريس فان نوتن إلى توقيع اتفاقيّة لتغيير تقويم عروض الأزياء ومبيعاتها عالمياً.

تنص هذه الاتفاقيّة على أن يبدأ إطلاق مجموعات الخريف والشتاء من شهر أغسطس حتى شهر يناير، ومجموعات الربيع والصيف من فبراير حتى شهر يوليو، أما التخفيضات فتكون في نهاية مواسم البيع، وبذلك تختفي عروض التخفيضات في اليوم الجمعة السوداء وغيرها، كما يستمر بيع القطع بسعرها الكامل لفترة أطول مما يحدث حالياً.

حتى تفهمون الوضع الحالي للجداول العالميّة، يمكن أن تتصورن أربع مجموعات للأزياء تتزاحم كلّ منها حتى تحل محل سابقتها خلال دورة العام. المجموعات الصيفيّة تطلق في الأسواق في شهر فبراير، تتبعها مجموعة ما قبل الخريف شهر مايو (على الرغم من أن الطقس لا يزال حاراً في هذه الفترة)، بعد ذلك يأتي دور المجموعات الشتويّة في شهر سبتمبر، وتتبعها مجموعات كروز التي تطلق في شهر نوفمبر (في الوقت الذي تبدأ فيه درجات الحرارة في الانخفاض). ويطمح الاقتراح الجديد هذا إلى تقليل الضغط على مجموعات ما بين المواسم (ما قبل الخريف ومجموعات كروز) وإطلاق المجموعات الموسمّية في المتاجر في الوقت الذي يحتاجها الناس.

يقول دريس فان نوتن قائد هذه الحركة لموقع ڤوغ الأمريكيّة، “من غير الطبيعي أن يضطر الناس لشراء أزياء الشتاء في شهر مايو، ومن غير الطبيعي أن يعمل فريق التصميم علي مجموعة كاملة تطلق في المتاجر لمدة شهر ونصف ثم تصبح مخفضة بنسبة 50%.

وقد يكون هذا التغيير صعباً على بعض العلامات التي اعتادت السير بهذه الطريقة، ولكن يبدو أن الأزمة الحاليّة أعادت فتح العديد من الملفات التي تمت مناقشتها خلال الشهور الماضية ولكن نمط الحياة السريع وقف في طريق أي إجراء جدي تجاهها.

ناقش دريس فان نوتن وزملائه المصممين الذين وقعوا هذه الرسالة موضوع الاستدامة كذلك، ووعدوا بتقليل الهدر للموارد، وتقليل السفر مع الاعتماد على أساليب العروض الالكترونيّة لتقليل البصمة الكربونيّة للعروض التقليديّة.

حتى هذه اللحظة وقّع على هذه الرسالة عدد من المصممين وعلامات الأزياء، من بينهم ويس جوردن مصمم علامة كارولينا هيريرا، وماري كاترانتزو، وعلامة إيرديم، بالإضافة لمسؤولين في بعض المتاجر الكبرى زي ماي تيريسا نوردستروم. فهل يؤدي ذلك إلى تغيير حقيقي نراه في المواسم المقبلة؟

lead image:@driesvannoten

بودكاست: هل رح تنتهي أسابيع الموضة وعروض الأزياء التقليدية؟

أضف تعليق